نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
"خطر كامن" يهدد حياة العائدين لسوريا.. منتشر في كل مكان, اليوم الأحد 15 ديسمبر 2024 12:58 مساءً
تُواجه سوريا اليوم تهديدا خطيرا يضاف إلى تعقيدات أزمتها الطويلة: الألغام والقذائف غير المنفجرة. بعد أكثر من 13 عامًا من الصراع، أصبحت مساحات شاسعة من البلاد مليئة بالألغام والذخائر التي لم تنفجر، ما يشكل تهديدا مباشرًا للسوريين، خصوصا أولئك الذين يعودون إلى منازلهم.
منظمة "ذا هايلو تراست" البريطانية دعت إلى بذل جهود دولية عاجلة لإزالة هذه الألغام، محذّرة من تعرّض آلاف الأشخاص العائدين إلى مناطقهم للخطر.
وبحسب مرصد الألغام، قُتل في سوريا خلال عام 2023 وحده 993 شخصا بسبب الألغام، ما جعل البلاد الثانية عالميا بعد ميانمار (بورما سابقا) في عدد الضحايا.
توزع الألغام وأبرز التحديات
الألغام والقذائف غير المنفجرة منتشرة في الحقول والمناطق الريفية والحضرية على حد سواء.
ويوضح العميد تركي الحسن، الخبير العسكري والاستراتيجي، أن هذه المخاطر تمتد إلى البادية والمناطق الزراعية بشكل خاص، مشيرًا إلى أن "العديد من السوريين فقدوا أرواحهم أثناء تنقلاتهم أو عملهم في أراضيهم، ما يبرز الحاجة الملحة إلى معالجة هذا الوضع".
وأشار الحسن خلال حديثه للظهيرة على "سكاي نيوز عربية" إلى أن الجهود المبذولة حاليا غير كافية، حيث تعتمد على معدات بدائية لا تستطيع الكشف عن الألغام والقذائف المدفونة في أعماق تزيد عن بضعة أمتار.
وأضاف أن "العمل الحالي يعتمد على عدد محدود من العاملين، ما يجعل من الضروري زيادة الفرق البشرية المدربة والمعدات الحديثة، مثل الروبوتات والطائرات القادرة على إجراء مسوحات جوية دقيقة".
جهود دولية مطلوبة
على الرغم من إعلان بعض المناطق، مثل داريا، آمنة بعد جهود إزالة الألغام، لا تزال الأخطار قائمة. وهنا شدد العميد الحسن على أهمية التعاون الدولي في هذا المجال، قائلاً: "العمل الحالي يعتمد على منظمات ربحية، بينما المطلوب هو تدخل منظمات دولية غير ربحية تمتلك الإمكانيات التقنية والبشرية للتعامل مع هذا التحدي".
وأكد الحسن أن الدول التي تمتلك تقنيات متطورة كالمسح الجوي والروبوتات يجب أن تقدم دعمها لسوريا، مشيرا إلى أن هذه التقنيات يمكن أن تقلل من خطر إصابة العاملين في إزالة الألغام وتزيد من فعالية العمليات.
ضحايا الألغام.. أرقام وصور مأساوية
الأرقام وحدها تُبرز حجم الكارثة.. خلال أقل من أسبوع، فقد أكثر من 15 شخصا حياتهم بسبب الألغام في سوريا. ومع عودة السوريين إلى منازلهم، فإن احتمال التعرض للإصابة أو الوفاة يظل مرتفعا، إذ أن البيوت والطرقات قد تكون غير آمنة.
الحسن ختم حديثه بالتأكيد على أن "إزالة الألغام ليست مجرد مسألة تقنية بل مسؤولية إنسانية"، داعيًا المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لدعم الجهود المحلية وتمهيد الطريق لعودة آمنة للسوريين إلى ديارهم.
0 تعليق