نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
فيلم "لازون" للأسعد الدخيلي: طرح درامي عن جدلية السلطة والتهميش في المناطق الحدودية, اليوم الاثنين 16 ديسمبر 2024 09:44 مساءً
نشر في باب نات يوم 16 - 12 - 2024
ضمن فعاليات الدورة 35 من أيام قرطاج السينمائية، تم اليوم عرض فيلم "لازون" (La Zone) للمخرج الأسعد الدخيلي، وهو عمل ينافس في المسابقة الوطنية للأفلام الروائية الطويلة. يتناول الفيلم قضايا اجتماعية معقدة، أبرزها التهميش والصراع بين سلطة القانون وقانون السلطة، وذلك من خلال دراما رمزية تدور أحداثها في المناطق الحدودية بولاية جندوبة.
حبكة الفيلم وأبعاده الرمزية
يمتد الفيلم على مدار ساعة ونصف، مقدماً واقعاً مظلماً لفئة اجتماعية تعيش حالة من عدم الاستقرار النفسي والاجتماعي. تدور القصة حول ثلاث شخصيات رئيسية:
...
- "الألماني" (بهرام علوي)، شاب يعمل في تهريب الكحول، يعيش انحرافاً بعد ترحيله من ألمانيا.
- "لينين" (علاء الدين شويرف)، ضابط شرطة فاقد للسلطة الحقيقية، يتنقل بين أزمات شخصية ومهنية بعدما سُرق مسدسه، رمز القوة.
- "نور" (أمل الجلالي)، شابة تحاول تحدي واقعها الكئيب رغم الظروف القاسية التي تعيشها.
اعتمد المخرج على أسماء رمزية للشخصيات، تعكس تناقضات بين واقعها وطموحاتها، مثل اسم "لينين"، الذي يشير إلى القائد الثوري، بينما يُظهر الفيلم هشاشة هذه الشخصية. كما استخدم تقنيات تصوير مبتكرة، أبرزها الكاميرا المتحركة والإضاءة الخافتة التي توحي بظلمة الحياة وصعوبة الخروج من دائرة التهميش.
محاور درامية وتساؤلات فلسفية
يعالج الفيلم قضايا كبرى، منها:
- التهميش الاجتماعي: يعكس انعدام الأمل وانسداد الآفاق، حيث يعيش السكان في ظروف اقتصادية قاسية تعيق تحقيق أحلامهم.
- الصراع على السلطة: يناقش الفيلم كيف يمكن أن يتحول رجل القانون إلى أداة ضعيفة فاقدة للسلطة، بينما يُصنع "أبطال" خارج القانون عبر المال والنفوذ.
- التأثير الأسري: يبرز تأثير الأسرة على تشكيل شخصية الفرد، كما يظهر في شخصية "لينين"، التي عانت من العنف النفسي من والدته.
رمزية المكان والتقنيات البصرية
تم تصوير العمل في مناطق حدودية بشمال غرب تونس، واختار المخرج الاعتماد على الضوء الخافت وأجواء الليل الكئيبة، ليبرز معاناة الشخصيات وتفاصيل حياتها. كما وظف ثنائية الضوء والظلام والنار كعناصر رمزية تعكس الأمل والخطر في آنٍ واحد.
رسائل اجتماعية وسياسية
يسلط "لازون" الضوء على ظاهرة التهريب بوصفها جزءاً من شبكة منظمة تتجاوز الأفراد، ليؤكد أن القضاء على هذه الآفة يتطلب عملاً يومياً مستداماً لفرض سلطة القانون. وفي الوقت نفسه، يوجه رسالة تحذيرية حول عواقب الخروج عن المبادئ والقوانين، مبرزاً أن المخالفات لا تنتهي بالإطاحة بشخص بعينه، بل تتطلب تغييراً هيكلياً.
يمثل فيلم "لازون" تحفة سينمائية بعمق رسائله وجرأته في معالجة قضايا معقدة تخص المناطق الحدودية التونسية. من خلال تصوير واقع مهمش وسرد درامي مشحون بالرمزية، يقدم المخرج الأسعد الدخيلي عملاً يفتح النقاش حول العلاقة الجدلية بين التهميش والسلطة، ومسؤولية المجتمع في كسر هذه الحلقة المفرغة.
تابعونا على ڤوڤل للأخبار
.
0 تعليق