أضاف في حوار لـ"الجمهورية أون لاين": "نحن أمام حالة من القلق بشأن الأوضاع في سوريا، أولا لأن ليس كل الفصائل المسلحة في سوريا اشتركت في تغيير النظام والإطاحة به، حيث أن هناك تنظيمات في سوريا كانت تقوم أمريكا بضربها منذ أيام وهو تنظيم داعش، وهناك تنظيمات من هذا النوع بأسماء مختلفة لها علاقة بالجانب الإسلامي".

ما تعليقك علي الأوضاع في سوريا؟
- التغيير الذي حدث في سوريا أشبه بعملية جراحية كبيرة جدا، وهذه العملية الجراحية تتمثل في وجود تغيير لنظام الحكم في سوريا، وبعدها ارتفع ضغط ودرجة حرارة المريض، ثم يبدأ الطبيب يبحث في هذه الحالة لكيفية التعامل مع هذه المشاكل الجديدة، حيث تم منح المريض مهدء بعد ذلك بتعيين رئيس وزراء لسوريا لكي يقوم بعملية استلام الوزارات، وبالتالي فهي عملية إدارية، وهذا تم وهو جزء من السكينة، لأنه لن يحدث إلا بعد وجود نوع من التوافق بين الفصائل التي اشتركت في الإطاحة بنظام الحكم في سوريا علي الحكومة الجديدة التي سيشكلها محمد البشير ومن سيكونون فيها ونسبتهم.

وإذا نظرنا علي الجانب الآخر سنجد أن إسرائيل شنت 350 غارة علي سوريا بعد الإطاحة بنظام الحكم في سوريا، واستولت علي أراضي سورية، مما يجلعنا أمام مشكلة جديدة بالنسبة لهذا المريض، يحتاج إلي علاج لها، وبالتالي فإن هناك مواقف جديدة متغيرة علي هذا المريض بطبيعتها. ما يجعلنا أمام حالة من القلق بشأن الأوضاع في سوريا.

وبالتالي فنحن أمام حالة من القلق بشأن الأوضاع في سوريا، أولا لأن ليس كل الفصائل المسلحة في سوريا اشتركت في تغيير النظام والإطاحة به، حيث أن هناك تنظيمات في سوريا كانت تقوم أمريكا بضربها منذ أيام وهو تنظيم داعش، وهناك تنظيمات من هذا النوع بأسماء مختلفة لها علاقة بالجانب الإسلامي.

كما أنني أري أن سيناريوهات الحرب الأهلية في سوريا غير مستبعدة،حيث أنها من الممكن أن تحدث حرب أهلية بنسبة تتراوح من 10 % إلي 20 %، لأن الشعب السوري طفح الكيل من العنف، ولكن هناك لازالت مناطق مشتعلة داخل سوريا، وبالتالي فإن القلق واجب ومطلوب لمنع أي اشتعال أي حرب أهلية داخل سوريا، لأنه حينما تحدث حرب أهلية يكون من الصعب كبح جماحها.

هل تري أن سوريا معرضة أن تكون مثل العراق وليبيا؟
- سوريا في الوضع الحالي مثل العراق وليبيا، ولكن هناك موقف غير ناضج بشأن الدولة الوطنية في سوريا، من خلال وجود استقرار، عن طريق إجراء انتخابات وإعداد دستور، وبالتالي فإن سوريا ليس بها كل ذلك، كما أن ليبيا ليس بها الآن كل ذلك ولكن لديها توافق علي قواعد معينة، وهي الأساس، وإذا نظرنا إلي البنك المركزي في ليبيا فيقول إن معظم الشعب الليبي معين في الحكومة، ولذلك تصرف شيكات للموظفين، وبالتالي فإن الأمور تسير فيها كدولة، ولكن ليس هناك دولة في لبيبا بمعناها السياسي المتعارف عليه كسلطة مركزية واحدة وأن العلاقة بين السياسة والسلاح واحدة والحديث مع العالم الخارجي بصوت واحد، ولكن هناك صوتين في ليبيا، ولكن من الممكن أن نقول بإن الوضع في سوريا أفضل قليلا من السودان.

هل من الممكن أن تشرح لنا كيف سقط بشار الأسد في أيام؟
- إذا نظرنا إلي الأرقام الاقتصادية والعسكرية في سوريا سنجد أن البلد ضعيفة جدا، ونسبة الفقر فيها تصل إلي 90 %، وبالتالي هناك مشاكل كثيرة جدا في سوريا، في الوقت الذي يستقوي به بشار الأسد بإيران وحزب الله وروسيا، وبعد الحرب الإسرائيلية علي غزة ولبنان، وأصبحت روسيا متورطة بقوة في الحرب الأوكرانية، وبالتالي أصبحت إيران وحزب الله وروسيا غير قادرة علي دعمه، وبالتالي سقط نظام بشار الأسد، وبالتالي فإن الفارق بين أن يسقط نظام بشار الأسد قبل الحرب الإسرائيلية علي غزة بيوم أو بعدها بيوم، هو أن القرار الذي تم اتخاذه ما بين عدد من حركات الرفض السورية، بحيث تتحد مع بعضها البعض في اتجاه حلب، وأعتقد أن من وحد حركات المعارضة السورية ومنحها الإشارة هو الجانب التركي، لأن الجانب التركي كان يريد عمل تسوية مع سوريا، ولذلك طلب أردوغان من بشار الأسد أن يتناقشوا مع بعضهم البعض لعمل تسوية سياسية لمنطقة الشمال السوري، لأن منطقة الشمال السوري فيها الأكراد ولديهم حزب العمال الكردستاني التركي، والذي يهدد الأمن القومي لتركيا، ولذلك فإن تركيا تريد حالة مستقرة داخل شمال سوريا، وهذا لم يكن ليحدث إلا من خلال اتفاق مع السلطة السورية، إلا أن بشار الأسد رفض ذلك وطلب من أردوغان أن ينسحب أولا، حيث إن أردوغان قد غزا الأراضي السورية لكي يجبر السلطات السورية علي أن تتعاون معه في موضوع تسوية وضع حزب العمال الكردستاني.

هل كان لأمريكا وإسرائيل دور في سقوط بشار الأسد؟
- كما سبق وأن ذكرت أن إيران وحزب الله وروسيا هم السبب الرئيسي في سقوط بشار الأسد.

صرح الجولاني بأن دخول إسرائيل إلي سوريا من خلال التنسيق معه.. هل حدث بالفعل؟
- لا أستبعد ذلك ولكن من الممكن أن نقول إخطار وليس تنسيقا، لأن إسرائيل حينما تقوم بشن هجوم ترسل إلي المواطنين عبر هواتف المحمول وإلقاء أوراق عليهم بأنهم سيقوموا بضرب منطقة معينة قبل إلقاء القنابل عليها، كما أن إسرائيل لاتعرف أي شيء عن هيئة تحرير الشام سوي أنهم أصوليين، ولكن من خلال متابعتي للصحف الإسرائيلية لا أستبعد ذلك، خاصة أن الجيش الإسرائيلي يخطر قبل القيام بأي هجوم وهذا استدلال من ناحيتي، خاصة وأن أي هجوم إسرائيلي علي سوريا لم يتسبب في قتل أو إصابة أي سوري، حيث قامت هذه الضربة الجوية الإسرائيلية بتدمير أسلحة.

كل التصريحات التي خرجت من إسرائيل بأن دخول الأراضي السورية عملية مؤقتة.. هل تري أنها ستستمر؟
- المؤقت سيستمر إذا مرت فترة طويلة، ولو خرج شخص من سوريا وقال إنه يريد عمل سلام مع إسرائيل سيرحل، ولكن إسرائيل لا تستطيع أن تستمر في عملياتها العسكرية في إسرائيل لأنه سيعطي سبب للآخرين أن يقولوا هذا نوع من الخيانة، وبالتالي فهناك حذر شديد بشأن ذلك.

لماذا لا يوجد تدخل من الدول العربية بشأن الأوضاع في سوريا؟
- أري أن سوريا للسوريين، وأنا كمصري لماذا أتدخل في الشأن السوري؟ سوريا تريد سلامتها، ولو أن هناك حاجة للعون ومنح خبرات معينة لسوريا في إعادة البناء فلن تتأخر مصر عن ذلك، ولكن في نفس الوقت بيان مصر الذي أصدرته كان لصالح سوريا، حتي لا تواصل إسرائيل توغلها بسوريا، كما أن هذا الموضوع ذو طبيعة قانونية وهي اتفاقية فصل بين القوات التي تمت استكمالا لاتفاقية الفصل بين القوات المصرية والإسرائيلية، وبالتالي ففكرة أنها مؤقتة كان بهدف ترتيبات تقوم بها الأمم المتحدة والولايات المتحدة، كما أن إسرائيل معترفة بأن موجودة في الأراضي السورية بشكل مؤقت. لأنهم لديهم تخوف من قوات داعش وحوالي 40 تنظيما موجود واحد منهم يحتل المنطقة العازلة، ولذلك رأت إسرائيل أنها تستولي علي هذه الأراضي السورية من البداية حتي يكون هناك نظام جديد في سوريا لديه السلطة القانونية لكي تتحدث معه إسرائيل.

ما تعليقك علي حديث اللجان الإخوانية عن ما يحدث في سوريا؟
- الإخوان يريدون أي نصر، وهو جزئيا نصر لهم لأن اللهجة التي استخدمها الجولاني إخوانية وذقنه إخوانية وتاريخه إخواني وداعشي، لكن الآن سوريا مدمرة، وعندما تولي الإخوان الحكم في مصر لم تكن فيها حرب أهلية أو أكثر من 90 ألف تنظيم، أما سوريا فيها حالة توتر وتناقضات كثيرة، إلا أن الجولاني يسير بشكل هادئ في هذا الموضوع، كما أن الإخوان يريدون أن يرفعون من الروح المعنوية لأعضائهم، بعد ما تم الإطاحة بهم من الحكم في مصر ولم يحققوا أي إنجاز في أي دولة عربية، حيث علي سبيل المثال أن طالبان وهي الأكثر تطرفا هي التي تدير أفغانستان وليس الإخوان، كما أن الإخوان موجودين في أفغانستان منذ فترة طويلة جدا، وكانوا شركاء في الحكم في الفترة التي قبل ما تستولي طالبان علي السلطة، وتربي الكثير منهم في مصر ودرسوا بالأزهر الشريف، وبالتالي فإن الإخوان يرون أن هذا نوع من النجاح لهم.

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل