حزب الله واليد الممدودة.. هل يتخلى البعض عن رهانته الخارجية؟

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
حزب الله واليد الممدودة.. هل يتخلى البعض عن رهانته الخارجية؟, اليوم الأربعاء 18 ديسمبر 2024 09:55 صباحاً

ذوالفقار ضاهر

رسم الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ملامح عمل الحزب في المرحلة القادمة، وذلك في كلمته يوم السبت الماضي، حيث وضع خارطة طريق وبرنامج عمل متعدد النقاط، ما يؤكد حيوية الحزب وقدرته على العمل بزخم اكبر على مختلف الصعد السياسية والاجتماعية والثقافية والانسانية وغيرها مما يرتبط بالشأن العام وببيئة وجمهور المقاومة وبقية شرائح الشعب اللبناني، بالتوازي مع استمرار العمل المقاوم.

ولخص الشيخ قاسم برنامج عمل حزب الله في المرحلة المقبلة بأربع نقاط:

‫أولا: تنفيذ الاتفاق في جنوب نهر الليطاني‬‬‬‬‬‬
‫ثانيا: إعادة الإعمار بمساعدة الدولة ‫المسؤولة عن الإعمار والتعاون مع كل الدول ‫والمنظمات والأشقاء والأصدقاء الذين يرغبون ‫في مساعدة لبنان على الإعمار‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
ثالثاً: العمل الجاد لانتخاب الرئيس في 9 ‫كانون الثاني لتنطلق عجلة الدولة‬‬‬‬‬‬
رابعاً: المشاركة من خلال الدولة ببرنامج ‫إنقاذي، إصلاحي، اقتصادي، اجتماعي مبني على ‫المواطنة والمساواة تحت سقف القانون واتفاق ‫الطائف وفي مواجهة الفساد ومحاسبة المفسدين‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
‫خامسا: الحوار الإيجابي حول القضايا ‫الإشكالية

والحقيقة ان كل نقطة من هذه النقاط تحتاج الى قراءة منفردة للبحث في تفاصيلها وسبل إنجاحها بأفضل صورة، وكل منها تشكل بحد ذاتها محطة من المحطات المهمة، كما تشكل مجتمعة في هذا التوقيت محطة بارزة في مسيرة حزب بما يؤكد حضوره المتواصل لتحمل المسؤولية في شتى الظروف وعدم تخليه عن شعبه واهله ووطنه.

وهذه النقاط تحتاج الى كثير من العمل والمتابعة الحثيثة لتصل بنتائجها للغاية المرجوة منها في خدمة المصلحة العامة للبنان واللبنانيين، على أساس معياره التعاون بين مختلف القوى والاحزاب على تنوعها بدون أي اعتبار لأجندات مرسومة مسبقا، وبعيدا عن الكيدية السياسية التي يعتمدها البعض لا سيما ممن راهن على انتهاء حزب الله بواسطة العدوان الاسرائيلي لتنتهي أوهامه الى لا شيء، بعد فشل العدوان بتحقيق أي من أهدافه وعلى رأسها القضاء على المقاومة في لبنان او فرض تغييرات سياسية معينة من بوابة لبنان للانطلاق الى بناء “الشرق الاوسط الجديد” الذي يسعى إليه.

وحزب الله الذي واجه حربا ضروسا من العدو الاسرائيلي، وقدم ثلة من قياداته شهداء وعلى رأسهم سيد شهداء الامة السيد حسن نصر الله، وعلى الرغم من كل ذلك خرج منتصرا وأفشل كل مخططات العدو وأهدافه، هذا الحزب عاين كيف تصرف البعض في الداخل بالسياسة والاعلام في مهاجمته والتعرض لبيئته بالتحريض والتجريح، مراهنا على ربح العدو، ولكن بعد فشل العدوان جاء حزب الله كعادته بخطابه الوطني الجامع ليقول إن أي انتصار ضد العدو لا مكان لصرفه داخليا أيا كانت الاختلافات مع أي جهة او حزب او شخص.

وشدد رئيس تكتل بعلبك الهرمل النائب حسين الحاج حسن في مقابلة مع المنار، أن الحوار بين المكونات السياسية في لبنان هو الوسيلة الناجحة لتحقيق نتيجة على صعيد حل الخلافات، وهو المدخل الطبيعي والحقيقي.

وانطلاقا مما سبق، فإن المرحلة الحالية تقتضي من جميع الأفرقاء في الداخل اللبناني تقديم مصلحة الوطن على المصالح الذاتية والابتعاد عن الرهانات الخاطئة ولا سيما الرهان على الخارج او الاستقواء به على أي فريق داخلي، لأن التجارب أثبتت فشل مثل هذه الخيارات، ليبقى الرهان الأنجع على التوافق المحلي والحفاظ على الوحدة الوطنية وتجنيب لبنان الفتن أيا كان شكلها، وهذا هو عنوان هذه المرحلة وكل مرحلة لصون سيادة لبنان بتضحيات الشعب والجيش والمقاومة كما جرى مؤخرا بإفشال في العدوان الاسرائيلي 2024.

وبالتالي على بقية الأطراف اللبنانية خاصة التي راهنت على إضعاف حزب الله، او رسمت مصالحها المستقبلية على هذا الأساس، النزول عن شجرة السقوف السياسية العالية التي لا تفيد ولا توصل الى أي نتيجة، والبحث عن مسارات للتواصل والتحاور وملاقاة حزب الله في منتصف الطريق، سواء عبر اعتماد الخطاب الوطني الهادئ البعيد عن الطائفية والمذهبية وإثارة الفتن او التحضير لمراحل فاعلة من التشاور والحوار اللبناني الداخلي للبحث في أفضل السبل لإطلاق عجلة عمل المؤسسات الدستورية تحت سقف الدستور واتفاق الطائف، ولعل محطة جلسة المجلس النيابي التي عينها الرئيس نبيه بري في 9 كانون الثاني/يناير 2025 لانتخاب رئيس للجمهورية هي أول هذه المحطات، وبعدها الانطلاق للعمل على حل بقية النقاط الهادفة لبناء الوطن بعيدا عن الفساد والمحاصصة.

ويقوم الحوار على قاعدة وهدف بناء الدولة القوية القادرة، عبر حلحلة مختلف القضايا الخلافية بين اللبنانية، من خلال التواصل بين مختلف الافرقاء بما يخدم المصلحة العامة، بدون تعمد انتظار كل فريق للآخر للتصويب عليه من باب تسجيل النقاط للاستثمار فيها شعبويا بغية زيادة بعض المكاسب على حساب الوطن، وهذا كله يحتاج الى نوايا سليمة هدفها مصلحة لبنان وعدم تعطيل البلد تحت أي حجة أو ذريعة او الرهان على متغيرات إقليمية معينة لإحداث تغييرات محلية، بما يمكّن الدولة من العمل بشكل طبيعي ومنتظم مع الاستفادة من الظروف الضاغطة لتحويل الازمة الى فرصة، وصولا لاستفادة لبنان من ثرواته الطبيعية لا سيما حقوقه النفطية بما يساعد على توفير الاموال اللازمة لاخراج البلد من مشاكله.

المصدر: موقع المنار

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق