من تلك القطوف الدانية والنفحات الربانية التي عم نورها بلاد شنقيط وما وراءها، ظهرت سيدة تزرع الفرحة في القلوب وتعيد الأمل للنفوس، إنها الشيخة الجليلة منارة الكرم والصلاح " الشيخة العزة بنت الشيخ آياه" سليلة دوحة الشرف المنيف والأصل العفيف والصلاح الممتد من قطب إلى قطب بلا انقطاع إلى منبع الهداية ومن دانت له المطايا سيد الأولين والآخرين نبينا محمد عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم.
اقتداء بذلك النهج القويم والنبع العميم، رسمت الشيخة العزة ملامح مشروعها الإنساني الكبير في موريتانيا وهو مشروع قائم على فعل الخيرات وترك المنكرات والمساواة بين الضعفاء حين تمتد اليهم أياديها البيضاء العامرة بالخير والعطاء ـ الرحيمة بحالهم كلما اشتدت عليهم وطأة الظروف، ليجدوا في كرمها وسخائها ما يفرج كروبهم ويخفف عنهم أعباء الحياة.
تواكب الشيخة العزة كل حالة إنسانية صعبة تمر بها عائلة أو فرد من المجتمع الموريتاني، لا تفرق بين قريب أو بعيد ولا بين كبير و صغير، ولا يهمها لون المحتاج ولا شريحته ولا خلفيته الاجتماعية، بل تحضر حين يكون حضورها ضروريا وتواسي وتقدم العون بكرم قل نظيره، ولعلنا نذكر في هذا الصدد وقوفها الأخير مع أسرة الفتاة المغتصبة بدار النعيم حيث قدمت لهم منزلا فخما في منطقة راقية، ومعونة مالية بقيمة عشرة ملايين أوقية. وقد وجد هذا الموقف صداه المعهود في نفوس الموريتانيين جميعا كمواقف كثيرة سبقته تحفظها الذاكرة وتتناقلها الشفاه.
من يتابع انفاق الشيخة العزة وكرمها الاستثنائي، يدرك يقينا أن المال بالنسبة لها مجرد وسيلة لإسعاد قلوب الناس وارضاء المولى عز وجل وطاعة أمره حين قال ( وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ ۖ).
لقد انفقت الشيخة العزة وستظل تنفق وتنفق، لأن تلك سجيتها وطبعها الأصيل المتوارث عن أسلافها الصالحين الزاهدين في الدنيا، المنشغلين في تربية القلوب وتدريب النفوس على الطاعة والعبادة وحب الخير للناس، فنالوا بذلك ما نالوه من صلاح وبركة ومكانة عظيمة بين أبناء المسلمين في موريتانيا وغرب افريقيا.
لقد بقي ذلك الإرث العظيم مصانا عند الشيخة العزة وعند اخوتها الكرام وعلى رأسهم الخليفة العام للطريقة الشيخ الجليل عبد العزيز ابن الشيخ آياه والشيخ الطالب بويا الشيخ آياه، فعظم بذلك شأنهم وعلت مراتبهم وزادت بركتهم، وفتح الله عليهم خزائن رزقه التي لا حد لها ولا حدود، فكانوا أهلا لتحمل الأمانة والتصرف وفق ما يقتضيه الشرع وتجمع عليه أعراف المسلمين في كل زمان ومكان.
وبفضل مكانتهم الروحية المرموقة لدى شعوب المنطقة، ساهم ابناء الشيخ آياه في تقوية الروابط الثقافية والدينية بين موريتانيا وبلدان غرب افريقيا التي يتوافد العديد من ابنائها في المواسم الدينية إلى قرية النمجاط جنوب غرب موريتانيا للزيارة والتبرك، وتمثل هذه المحافل الشعبية الموسمية دعامة مهمة للعلاقات الرسمية بين الدول تدفع بإتجاه تعزيز وشائج القربى والتعاون المثمر في شتى المجالات.
إن الشيخة العزة هي أحد رموز هذه الأسرةالشريفة التي جمعت الفضائل وتصدرت المحافل، وقد اصبحت اليوم رمزا للصلاح والكرم بين الموريتانيين، يفد إليها الناس من كل فج طمعا في البركة والشفاء وتيسير الأحوال، فيحقق الله لهم ما ارادوا بفضل دعواتها المباركة والأسرار الربانية التي ورثتها عن اسلافها الصلحاء.
تبذل المال بلا تردد وتعطي عطاء من لا يخاف الفقر، ولا نجد في هذا المقام عبارات تفيها حقها في المديح أفضل من تأنيث بيت النابغة الذبياني:
فإنكٍ شمس والنساء كواكب # إذا بدوتٍ لم يظهر منهن كوكب
قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار الرياضية فى هذا المقال : الشيخة العزة بنت الشيخ آياه تاج الصلاح والكرم, اليوم السبت 21 ديسمبر 2024 11:44 مساءً
0 تعليق