يواصل المغرب تعزيز قدراته العسكرية عبر اقتناء أسلحة متطورة، مما يثير تساؤلات حول تأثير ذلك على التوازن الاستراتيجي في المتوسط من المنظور الإسباني، خاصة أمن مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، ويأتي ذلك ضمن خطة شاملة لتحديث الجيش المغربي، تشمل تعزيز القوة الجوية بصواريخ جو-جو من طراز AMRAAM-C8 وقنابل موجهة GBU-39B، وفق ما نقلته صحيفة "لا راثون".

وأوضحت الصحيفة أن هذه الخطوة تأتي بعد حصول المغرب على موافقة الولايات المتحدة لاقتناء 40 صاروخًا من طراز AMRAAM-C8، والتي تُعد من بين الأكثر تقدمًا عالميًا بمدى يصل إلى 160 كيلومترًا. كما تتضمن الصفقات شراء 500 قنبلة موجهة من نوع GBU-39B، التي تتميز بدقتها العالية ومدى يصل إلى 110 كيلومترات، ما يعزز من قدرات القوات الجوية المغربية في تنفيذ مهامها من مسافات آمنة.

ويعتمد المغرب بشكل كبير على مقاتلات F-16 Block 70/72 الحديثة، التي تمثل العمود الفقري لقواته الجوية. وتتمتع هذه الطائرات برادارات وأنظمة متطورة تمكنها من أداء مهام متعددة بكفاءة، فضلاً عن قدرتها على حمل صواريخ وقنابل متقدمة كالتي تم اقتناؤها مؤخرًا.

وترى الصحيفة أن هذه التطورات تثير توجسًا إسبانيًا كبيرًا، بالنظر إلى القرب الجغرافي والتاريخ الحساس بين البلدين. وتعتبر مدينتا سبتة ومليلية من النقاط الأكثر حساسية، مما يضيف بعدًا استراتيجيًا لأي تحركات عسكرية في المنطقة. ومع أن إسبانيا تعمل على تحديث قدراتها الدفاعية، فإن وتيرة تسلح المغرب قد تشكل تحديًا جديدًا في السنوات المقبلة، وسط محاولات مدريد الحفاظ على تفوقها النوعي والتكنولوجي.

وخلصت الصحيفة إلى أن استمرار تحديث الترسانات العسكرية على ضفتي المتوسط يعكس سباقًا تكتيكيًا مفتوحًا، حيث تسعى كل من الرباط ومدريد لضمان مصالحها الاستراتيجية وسط مناخ إقليمي متغير.