الرقمنة في سوريا .. قدرات أردنية لرفد "الجارة" الشمالية

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الرقمنة في سوريا .. قدرات أردنية لرفد "الجارة" الشمالية, اليوم الجمعة 10 يناير 2025 11:49 مساءً

سرايا - مع توجه الأنظار اليوم إلى سورية تزامنا مع تحول كبير ستشهده البلد في ظل سعيها لإعادة الإعمار وتحريك الاقتصاد، ستتصدر التقنية والبنية التحتية للاتصالات ومشاريع الرقمنة المشهد، خصوصا أنها أصبحت تشكل دعامة لكل الاقتصادات حول العالم، ما يحفز الشركات التقنية الأردنية للعب دور كبير في القطاع التقني للجارة الشمالية، ودعم عملية التحول الرقمي في البلد التي عانت اقتصاديا لسنوات في كل القطاعات جراء الحرب والعقوبات المفروضة عليها.

وأكد مسؤولون وخبراء أن قطاع التقنية الأردنية، ومع ما اكتسبه من خبرات في بناء مشاريع الرقمنة في دول المنطقة، قادر على الإسهام في الشأن السوري التقني، والتحول الرقمي للجارة الشمالية التي تأخرت كثيرا عن ركب التقنية والتحول الرقمي، مع ضعف البنية التحتية للاتصالات فيها، وتواضع سرعات الإنترنت فيها وهي الأمور التي تعتبر أساسا لأي عملية تحول رقمي في العالم، رغم تبنيها من ثلاث سنوات إستراتيجية للتحول الرقمي في البلد التي يقطنها أكثر من 81 مليون نسمة، وملايين المهاجرين من سنوات في بلدان مختلفة حول العالم جراء الحرب.

وقالوا إن الجهات المعنية بقطاع الاتصالات والتقنية الأردني وغرف التجارة يمكن أن تلعب دورا مهما في دخول الشركات التقنية الأردنية للسوق السورية، فضلا عن دور كبير يمكن أن تلعبه الحكومة في هذا المجال عبر الدبلوماسية الاقتصادية الأردنية السورية، وتشجيع الشركات التقنية الأردنية لتقديم حلولها وبرامجها لعمليات التحول الرقمي في سورية، التي يمكن ان تتركز في مجالات تقوية البنية التحتية للاتصالات، وتطبيقات الحكومة الرقمية، وتقنيات التعليم والصحة والمالية، والأمن السيبراني وغيرها من المشاريع.

وتعاني السوق السورية من سنوات طويلة من العقوبات الاقتصادية التي امتدت لعقود طويلة، ومن ضعف في البنية التحتية للاتصالات وتواضع سرعات الإنترنت وضعف الخدمات الرقمية المبنية عليها، ما يفتح بابا واسعا في هذا المجال لشركات تقنية ومنها الشركات الأردنية للمساعدة في إعادة إعمار الجارة الشمالية التي تقدر هيئات ومؤسسات دولية حاجة سورية إلى نحو 300 مليار دولار لتتمكن من إعادة بناء البنية التحتية والخدمية اللازمة.

وقال الرئيس التنفيذي لجمعية شركات تقنية المعلومات والاتصالات الاردنية "إنتاج" المهندس نضال البيطار إن "هناك فرصا واعدة لتعزيز العلاقات بين الأردن وسورية في قطاع تكنولوجيا المعلومات"، خاصة في ظل توجه سورية نحو إعادة الإعمار الرقمي والبنية التحتية لتقنية المعلومات.

وأضاف البيطار أنه يمكن للأردن تقديم خبراته المتراكمة وشركاته المتميزة لدعم التحول الرقمي في سورية، وتقديم حلول تقنية مبتكرة تلبي احتياجات السوق السورية، خاصة وأن الأردن يتمتع بسمعة طيبة في مجال تقديم حلول تقنية ذات جودة عالية مع اكتساب الشركات التقنية الأردنية خبرات واسعة من خلال مشاريع في الأردن ودول المنطقة، فضلا عن القرب الجغرافي والتشابه الثقافي بين البلدين ما يعزز من فرص التعاون والشراكة بين الشركات الأردنية والسورية.

وتظهر الأرقام السنوية لصادرات الأردن من تكنولوجيا المعلومات بأن الشركات التقنية الأردنية تصدر حلولها ومنتجاتها التقنية إلى حوالي 60 وجهة وبلدا حول العالم، كما ساهمت مجموعة من الشركات التقنية الأردنية في بناء مشاريع التحول الرقمي في عدد من دول المنطقة.

وقال البيطار إن أبرز المجالات التقنية التي يمكن أن تسهم بها الشركات الأردنية التقنية في سورية هي تطوير البنية التحتية للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، التحول الرقمي للخدمات الحكومية، التحول الرقمي في القطاع المصرفي وخدمات الدفع الرقمي والتكنولوجيا المالية، التحول الرقمي في القطاع الخاص، الحلول الأمنية السيبرانية، ودعم القطاع التعليمي عبر منصات التعليم الإلكتروني.

وللمساهمة في بناء مشاريع رقمية في سورية كفرصة اقتصادية للقطاع التقني الأردني نصح البيطار الشركات الأردنية بالتركيز على بناء شراكات محلية مع الشركات والمؤسسات السورية، وتقديم حلول تقنية مرنة وقابلة للتكيف مع احتياجات السوق السوري، وفهم التحديات والفرص في البيئة الاقتصادية والاجتماعية داخل سورية، والالتزام بمعايير الجودة والابتكار لتقديم قيمة مضافة حقيقية.

وأشار البيطار إلى أن على الحكومة دورا في هذا المجال من خلال تسهيل التشبيك بين الشركات الأردنية ونظيراتها السورية، ودعم الشركات الأردنية بالمعلومات والتشريعات اللازمة لتسهيل دخول السوق السورية، وتعزيز حضور الأردن كوجهة رائدة في تقديم الخدمات التقنية لدول الجوار.

وعن دور غرف التجارة في هذا المجال، قال ممثل قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في غرفة تجارة الأردن المهندس هيثم الرواجبة، إن غرف التجارة الأردنية والسورية يمكن أن تكون منصة لتمكين الشركات التقنية الأردنية من دخول السوق السوري من خلال تنظيم ملتقيات تقنية بين البلدين، وتوقيع مذكرات تفاهم لتعزيز التعاون، ومن خلال توفير دعم إداري وقانوني لتسهيل دخول الشركات الأردنية.

واتفق الرواجبة مع البيطار على دور الحكومة في تعزيز العلاقة بين القطاع التقني الأردني والقطاعات الاقتصادية في سورية من خلال الدبلوماسية الاقتصادية مع الشقيقة سورية، وتعزيز العلاقات الاقتصادية معها ودعم الشركات الأردنية من خلال التفاوض مع الجانب السوري، ودعم التصدير عبر تسهيل إجراءات تصدير الخدمات التقنية الأردنية إلى سورية، والعمل على محور التدريب، وبناء القدرات من خلال تقديم برامج تدريبية مشتركة لتنمية الكفاءات التقنية السورية.

ولفت إلى أهمية دعم الحكومة لمحور تمويل المشاريع من خلال توفير قروض أو منح للشركات التقنية الراغبة في تنفيذ مشاريع بسورية.

وأوضح الرواجبة أن فرص العلاقات بين الأردن وسورية في القطاع التقني واسعة، تدعمها العلاقات التاريخية والجغرافية بين البلدين ما يعطي الأردن ميزة نسبية.

وأكد أن هنالك فرصا للشركات التقنية الأردنية في إعادة تأهيل البنية التحتية للاتصالات، وتنفيذ مشاريع التحول الرقمي في القطاعين العام، وتقديم حلول تقنية في الصحة والتعليم والخدمات المالية، وفي مجالات الحلول التقنية للمؤسسات، والتطبيقات للخدمات الحكومية الإلكترونية والتعليم والصحة، وفي قطاع الأمن السيبراني لبناء منظومات حماية إلكترونية للبنية التحتية الجديدة، علاوة على فرص في مجال أنظمة إدارة شبكات الكهرباء والطاقة المتجددة.

ولاستغلال هذه الفرص والبناء عليها أكد الرواجبة على أهمية فهم الشركات الأردنية لاحتياجات السوق السورية التقنية وأولويات المشاريع والعمل فيها وبناء الشراكات والتحالفات مع الشركات السورية.

وأدت الحرب التي عاشتها سورية على مدار الـ13 عاما الماضية إلى دمار كبير للبنية التحتية والخدمية في البلاد، فالأرقام المتوافرة تظهر أن عدد مستخدمي الإنترنت السوريين يتجاوز اليوم 9.5 مليون مستخدم، ما يعني أن نصف السكان لا يتمتعون بالقدرة على الوصول إلى الخدمة، بينما يعاني المستخدمون من سرعات منخفضة، كما أن الخدمات الرقمية الحكومية وغير الحكومية تعاني صعوبات ومشاكل وتأخر قياسا بدول المنطقة، وذلك يرجع بسبب ضعف وتأخر البنى التحتية للاتصالات، رغم وجود إستراتيجية للتحول الرقمي وضعت في العام 2021، إلا أنها تعاني من تأخر في الإنجاز.

ومن جانبه قال الخبير في مجال التقنية والاتصالات وصفي الصفدي إن القطاع التقنية الأردني يتمتع بمزايا وجاهزية كبيرة لدعم قطاع الاتصالات والتقنية في سورية وتنفيذ مشاريع رقمية هناك.

وأوضح الصفدي أن الشركات الأردنية تتمتع بالخبرة التقنية وهي خبرة متراكمة في مجالات الاتصالات، تطوير البرمجيات، والأمن السيبراني، فضلا عن الخبرة في المشاريع الإقليمية وقيامها بتجربة سابقة في تنفيذ مشاريع تقنية كبيرة في منطقة الشرق الأوسط.

وقال إن القطاع التقني الأردني يتمتع أيضا بالقدرة على الابتكار والتكيف مع الظروف الصعبة.

ولخص الصفدي قائلا "تمثل إعادة إعمار سورية فرصة للشركات التكنولوجية الأردنية للتوسع إقليميا والمساهمة في استقرار المنطقة، من خلال التركيز على المجالات الحيوية الضرورية، حيث يمكن للشركات الأردنية إحداث تأثير إيجابي كبير، ناصحا الشركات الأردنية بإجراء أبحاث سوق شاملة، وبناء شراكات إستراتيجية فعالة لدخول السوق التقنية السورية.



replay

تابع قناتنا على يوتيوب

replay

تابع صفحتنا على فيسبوك

replay

تابع منصة ترند سرايا

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق