نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
أحل الله الزواج وحرم المساكنة, اليوم السبت 11 يناير 2025 02:37 مساءً
حدث أن تزوجت فنانة مصرية، وولدت لزوجها ولدًا أو اثنين، ثم وقع الطلاق، ثم رأت أن تتزوج ثانية، وصنعت لزواجها الثاني حفلًا بسيطًا حضره أهلها، وعلى رأسهم ولدها أو ولداها، كل هذا كنت أظنه من الطبيعي المألوف المكرر الذي لا يثير استياء أحد، ولا يجعل عروق الغضب تمتلئ بدماء الكره والرفض!
ما الكارثة التي ارتكبتها الفنانة، حتى تواجه بعاصفة من الرفض لزواجها الثاني؟
لا وجود لأي كارثة من أي نوع.
ما هي الأسباب التي جعلت الرافضين يصرون على موقفهم المتشنج من سيدة لم تقترف ذنبًا ولا معصية؟
قالوا، أو بالأحرى قلن، لأن أغلبية الرافضين كن من النساء، وهذا عجيب غريب مريب.
قالت الرافضات: لقد تقدمت سنها وليس لها الزواج ثانية.
وقلن: لديها أولاد!
وقلن: كيف ترتدي الفستان الأبيض وقد سبق لها الزواج؟
ما هذا بحق الله، إن لم يكن هذا الكلام هو السخف بعينه فكيف يكون السخف.
السيدة تزوجت على سنة الله ورسوله، فكيف كانت حالتها لو لا قدر الله سلكت طريقًا لا تحمد عقباه.
الزواج من نعم الله التي أكرم بها عباده، فلماذا تضيق نساء مصر واسعًا؟
إن المسطرة الغربية المفروضة علينا، يجب كسرها، فالغرب ليس منزلًا من السماء وقوانينه ليست إلهية وتقاليده نابعة من واقعه هو وثقافته، فإن كان الغرب قد اشترط ملابس بعينها، للحفلات والمناسبات، فهذا لا يلزمنا بشيء.
إن شريعته صلى الله عليه وسلم كان لها الفضل في تقييد عدد مرات الزواج بالنسبة للرجل، فقبله كان للرجل أن يجمع بين أي عدد شاء من النساء، فجاء الإسلام فحظر الجمع فوق أربع، وجعل لشروط الجمع قيودًا حديدية، قلما استطاع أحد كسرها.
أما بالنسبة للمرأة فعليها أن تعد عدة الطلاق أو وفاة الزوج، ثم تتزوج، وتفعل ذلك كما شاءت وشاءت لها الظروف، وفي السيرة الشريفة أوضح وأجل وأعظم مثال، فقد تزوج سيد الخلق بأم المؤمنين السيدة أم سلمة، وكان لذلك الزواج المبارك قصة يجب أن تروى ويعمل بها.
السيدة أم سلمة اسمها هند بنت أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ، وكانت زوجة لعبد الله بن عبد الأسد، وعبد الله هذا أمه هى برة بنت أبي طالب.
عاش الزوجان ما شاء الله لهما أن يعيشا معًا وولدت أم سلمة لأبي سلمة، سلمة وعمر، ورقية، وزينب.
هؤلاء أربعة وليس واحدًا أو اثنان!
كان أبو سلمة من فوارس الإسلام وقد شهد المعارك الكبرى التي خاضها جيش الرسول، ثم لقى ربه شهيدًا متأثرًا بجراح أصيب بها.
أم سلمة الآن أرملة تعول أربعة أولاد وقد تقدمت سنها، لقد صبرت على مصيبتها وراحت ترعى أولادها حتى يقضى الله أمرًا كان مفعولًا، وكانت تكثر من قول:" اللهم عندك أحتسب مصيبتي فأجرني فيها وأبدلني بها خيرا منها".
جاء الفرج سريعًا فقد أراد أبو بكر الصديق خطبتها، ولكنها اعتذرت، ثم أرسل إليها عمر يخطبها فأبت.
كانت السيدة تعرف ما هي عليه، من كثرة العيال وتقدم السن، فأراد الله لها الكرامة فأرسل إليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم – يخطبها.
فقالت: مرحبا برسول الله، ثم ذكرت ما تعاني، فهي امرأة شديدة الغيرة، ولها أولاد، ومتقدمة في السن!
فما كان من الرسول صلى الله عليه وسلم إلا أن قال لها:” أما ما ذكرت أنك غيرى فسأدعو الله - عز وجل - يذهب غيرتك وأما ما ذكرت أنك مصيبة فإن الله سيكفيك صبيانك وأنا أكبر منك".
تم الزواج الشريف وعاشت السيدة أم سلمة طويلًا حتى أصبحت سيدة سيدات آل البيت، ولم نسمع أن سيدة واحدة من نساء المسلمين قد عابت عليها شيئًا، وهذا لأن ناس ذاك الزمان كانوا على فطرتهم السوية التي لا تحرم إلا ما كان حرامًا، ولكن أن تقف نساء اليوم ضد واحدة منهن تزوجت، فهذا هو العجيب الغريب المريب، فقد أحل الله الزواج وحرم المساكنة!
0 تعليق