أعلن الجيش المالي، السبت، عن نجاحه في اعتقال قيادي بارز في تنظيم داعش بمنطقة الساحل الإفريقي، وذلك بعد عملية استخباراتية دقيقة. وجاء في بيان للقيادة العامة للقوات المسلحة المالية أن العملية التي نُفذت يوم الجمعة أسفرت عن اعتقال القيادي محمد ولد أركحيل، المعروف بلقب أبو رقية وأيضًا أبو حاش.

تحييد مقاتلي التنظيم وضبط أسلحة ومتفجرات

وأضاف البيان أن القوات المالية تمكنت خلال العملية من تحييد عدد من مقاتلي التنظيم، إضافة إلى ضبط كميات كبيرة من الأسلحة، بما في ذلك مكونات تُستخدم في تصنيع العبوات الناسفة. ويُعد هذا الإنجاز خطوة مهمة في جهود مالي المستمرة لمكافحة الإرهاب والتطرف في المنطقة.

أبو رقية: دور محوري في الفظائع والانتهاكات

وأشار البيان إلى أن أبو رقية كان مطلوبًا منذ فترة طويلة بسبب دوره المحوري في تنسيق العديد من الفظائع الجماعية والانتهاكات ضد السكان في منطقتي ميناكا وغاو. وتُعتبر هذه المناطق من أكثر المناطق تضررًا من الهجمات الإرهابية والجماعات المسلحة، حيث شهدت تصاعدًا في العنف والاضطرابات خلال السنوات الأخيرة.
 

اضطرابات مستمرة في مالي منذ عام 2012

تعاني مالي من اضطرابات كبيرة منذ عام 2012، بسبب نشاط المسلحين المرتبطين بتنظيمي القاعدة وداعش، بالإضافة إلى العصابات الإجرامية المحلية والمهربين. وقد أدت هذه التحديات الأمنية إلى زعزعة الاستقرار في البلاد وتفاقم الأزمة الإنسانية، مما دفع الحكومة إلى تكثيف جهودها لمواجهة هذه التهديدات.

تحول استراتيجي نحو روسيا بعد قطع العلاقات مع فرنسا

في سياق التطورات السياسية، قام الحكام العسكريون لمالي بقطع العلاقات مع القوة الاستعمارية السابقة، فرنسا، وتحولوا عسكريًا وسياسيًا نحو روسيا. ويأتي هذا التحول في ظل انتقادات للحضور الفرنسي في المنطقة وعدم فعالية العمليات العسكرية في القضاء على الجماعات الإرهابية.

يشير المحللون إلى أن مالي تسعى من خلال هذا التحول إلى تعزيز قدراتها العسكرية والاستفادة من الدعم الروسي في محاربة الإرهاب. وقد شهدت الفترة الأخيرة توقيع اتفاقيات تعاون بين البلدين، تشمل توفير المعدات العسكرية والتدريب للقوات المالية.

تحديات مستقبلية أمام استقرار مالي والمنطقة

رغم الجهود المبذولة، يواجه الجيش المالي تحديات كبيرة في مواجهة الجماعات المسلحة التي تستغل الفراغ الأمني والمناطق النائية لنشر نفوذها. ويؤكد الخبراء على ضرورة تكامل الجهود الإقليمية والدولية لدعم مالي في تحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة.