كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون من مستشفى ماساتشوستس العام وكلية الطب بجامعة هارفارد عن وجود ارتباط بين الاستخدام المتكرر لوسائل التواصل الاجتماعي وزيادة مستويات الانفعال لدى البالغين في الولايات المتحدة. وتعرف الدراسة الانفعال بأنه الميل نحو الغضب والإحباط، وهو مرتبط بنتائج سلبية على الصحة العقلية والسلوكيات الانتحارية.

اعتمدت الدراسة على مسح وطني شمل 42,597 مشاركاً بين أواخر 2023 وبداية 2024، حيث أجرى المشاركون اختبار الانفعال القصير (BITe) لتقييم مستويات الانفعال خلال الأسبوعين السابقين. وتم تصنيف استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وفق التردد، مع التركيز على منصات مثل فيسبوك وإنستغرام وتيك توك وإكس (تويتر سابقاً). وأظهرت النتائج أن 78.2% من المشاركين يستخدمون منصة واحدة على الأقل يومياً.

وأظهرت التحليلات أن الاستخدام المتكرر، خاصة بين النشطين في النشر اليومي، يرتبط بمستويات أعلى من الانفعال. وكانت منصة تيك توك الأكثر تأثيراً، حيث أظهر مستخدموها زيادة ملحوظة في مقياس الانفعال. كما ارتبط النشر السياسي المتكرر واستهلاك الأخبار السياسية بزيادة الانفعال، مما يشير إلى أن التفاعل المكثف مع المحتوى قد يعزز المشاعر السلبية.

وبينما لم تثبت الدراسة وجود علاقة سببية مباشرة بين النشر المتكرر والانفعال، تشير النتائج إلى وجود حلقة تغذية مرتدة محتملة، حيث يعزز الانفعال الرغبة في المشاركة المكثفة، ما يؤدي بدوره إلى زيادة مستويات الانفعال. تدعو هذه النتائج إلى مزيد من البحث لفهم التأثيرات النفسية لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي وكيفية تقليل تأثيرها السلبي.