نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
من باب الاقتصاد.. الصين تعترف رسميا بمغربية الصحراء, اليوم الجمعة 24 يناير 2025 11:06 مساءً
في خطوة تحمل أبعادا تتجاوز مجرد التسويق التجاري، احتفلت شركة صينية لصناعة السيارات بعيد الربيع الصيني في واحدة من مدن الصحراء المغربية، عبر تنظيم فعالية وزعت خلالها هدايا على المواطنين، في مشهد يحمل أكثر من رسالة اقتصادية ودبلوماسية.
وليس من عادة الشركات الصينية أن تنظم فعالياتها الاحتفالية في أي مكان عشوائي، حيث أن كل خطوة محسوبة بعناية، وكل موقع يحمل دلالة معينة، ما يجعل اختيار مدينة في الصحراء المغربية لإحياء مناسبة وطنية صينية ليس مجرد صدفة أو قرار تسويقي بحت، وإنما هو انعكاس واضح للاتجاه الرسمي الذي يتجاوز لغة المصالح الاقتصادية إلى ما هو أعمق في ما يعد اعترافا ضمنيا بمغربية الصحراء، وفق منطق "الأفعال أبلغ من الأقوال".
وأصبحت الصين التي لطالما تبنت سياسة الحذر والتوازن في مواقفها الدبلوماسية تدرك بشكل كبير أن الأنشطة الاقتصادية كثيرا ما تكون مرآة للمواقف السياسية، حيث أن هذا الحضور الاحتفالي في منطقة ذات حساسية جيوسياسية ليس مجرد مبادرة تجارية، بل هو خطوة في سياق أوسع يعزز من الشراكة الاستراتيجية المتنامية بين الرباط وبكين.
ورغم أن البعض قد يرى أن الأمر لا يتعدى حدثا تسويقيا من شركة تسعى لتعزيز صورتها في السوق المغربي، لكن في عالم السياسة، التفاصيل الصغيرة تحمل دلالات كبرى، حيث كان بإمكان الشركة اختيار أي مدينة مغربية أخرى للاحتفال بعيد الربيع، لكنها فضلت مدينة في الأقاليم الجنوبية للمملكة، في تأكيد ناعم على أن هذه الأرض مغربية، وأنه لا حرج في التعامل معها كجزء لا يتجزأ من المملكة.
وينسجم هذا المشهد مع تطورات سابقة، حيث تزايد الحضور الاقتصادي الصيني في المغرب، وسط علاقات متينة تربط البلدين، من الاستثمارات الكبرى إلى التفاهمات الدبلوماسية، ولئن كانت الصين لا تعلن مواقفها السياسية بشكل مباشر، فإن قراءتها تعتمد على تحركاتها الميدانية، والمشاريع التي تختارها، والشراكات التي تعقدها.
وتعتبر هذه الفعاليات تفصيلا صغيرا ضمن لوحة أكبر، حيث تتحرك بكين بخطوات محسوبة لتعزيز حضورها في القارة الإفريقية، واضعة المغرب في موقع محوري ضمن استراتيجيتها، ما يدفع للتأكيد أن هذه الديناميكية تجعل من الاعتراف الصيني الرسمي بمغربية الصحراء مسألة وقت فقط.
0 تعليق