عودة الجنوبيين.. رسائل بالجملة

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
عودة الجنوبيين.. رسائل بالجملة, اليوم الأربعاء 29 يناير 2025 07:22 مساءً

ذوالفقار ضاهر

 

جدّد الجنوبيون موعدهم مع صبحات النصر واقتحموا الغطرسة الاسرائيلية بنبضات قلوبهم المتشوّقة وصدورهم العارية ورؤوسهم الشامخة، عادوا الى قراهم رغم إعلان العدو الاسرائيلي عن رفضه الخروج منها وتمديده بقرار آحادي مهلة انسحابه من تلك الأرض الطاهرة المروية بدماء الشهداء، فجاء الرد الشعبي المزلزل منذ ساعات الفجر الأولى يوم الأحد 26-1-2025 وبدأ الزحف نحو مختلف القرى من عيتا الشعب الى الخيام مرورا بكل قرى العز والفخر على الحافة الامامية للحدود مع فلسطين.

عاد الجنوبيون يحررون بلداتهم بأيدهم دون منّة من سفارة أو دولة حامية للإرهاب الاسرائيلي أو بحماية من مبعوث هنا أو موفد هناك، وكان لوقع ما جرى منذ فجر الاحد أصداء كبيرة تجاوزت الفضاء اللبناني لتسمع في الإقليم والعالم، لا سيما الى من يعنيهم الأمر في تل أبيب والإدارات الراعية لها.

عودة الجنوبيينلكن ما هي تداعيات ما جرى وما الرسائل التي يمكن استخلاصها مما حصل؟ وهل هذه الرسائل تتعلق بالداخل اللبناني فقط أم انها لها أبعادها الإقليمية خاصة فيما يتعلق باستمرار المقاومة وترسخها في بيئتها؟ هل مشهد الانتصار الجنوبي يثبت فشل المشروع الاسرائيلي على صعيد لبنان بما تضمنه من إحداث تغييرات في الداخل؟ وهل ينعكس هذا المشهد الاسطوري في الجنوب لزيادة وعي الشعوب في المنطقة للوقوف بوجه العدوان الصهيوني الاميركي؟

حول كل ذلك، قال عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسن عز الدين في حديث لموقع قناة المنار الالكتروني إن “رسالة أهل الجنوب للعدو واضحة: يجب أن ترحل عن هذه الأرض التي رويت بدماء أبنائنا وبدماء أغلى ما نملك من قيادات، وعلى رأسهم سماحة الشهيد الأسمى والأقدس، شهيد الأمة السيد حسن نصر الله“، وشدد على أن “أبناء الجنوب الذين يرفضون أن يعيشوا بهوان وذل، يصرّون على وجوب رحيل الاحتلال، وإلا ستزلزل الأرض تحت أقدامه ولن يعرف الاستقرار والهدوء”.

وقال النائب عز الدين “البعض أراد أن تكون المقاومة وشعبها أذلاء منكسرين ومهزومين، فكانت هذه الرسالة بأن عاد الأهالي بهذه الطريقة وواجهوا العدو من مسافة صفر وخاصة النساء اللواتي وقفن بكل شجاعة وجرأة وتحدٍّ في وجه الأسلحة الفتاكة للعدو”، ولفت إلى أن “شعب المقاومة أكد للداخل بأننا نحن منتصرون بشهادة أبنائنا وبتحرير أرضنا من براثن العدو”، واوضح “هي رسالة مزدوجة إلى الداخل بأننا لن نرضى الذل ولا الهوان، وأننا لسنا مهزومين”، وشدد على ان “الاحتلال سيرحل عاجلاً أم آجلا”.

عودة اهل الجنوبوأكد عز الدين ان “المقاومة هي صاحبة القرار، وهي موصوفة ومعروفة بشجاعتها وحكمتها وقوة موقفها”، واضاف “من يمتلك قيادة بهذه المواصفات ويمتلك شعبا بهذه المعايير وهذه الروحية الاستشهادية وهذه الروح العظيمة التي تقاتل إلى جانب السلاح، جنبا إلى جنب مع الجيش اللبناني الوطني، بالتأكيد هم أصحاب القرار في اللحظة المناسبة، وكيف وماذا سيفعلون لتحمل مسؤوليتهم وواجبهم حتى يزول هذا الاحتلال من أرضنا”.

بدوره، قال مدير مركز “يوفيد” للأبحاث والدرسات هادي قبيسي “بالنسبة للرسائل والتداعيات التي نتجت عما جرى، فإن هذه عودة الأهالي تثبت أن المقاومة هي حالة شعبية متجذرة وليست مجرد حالة تنظيمية”، ولفت الى ان “المقاومة ليست فئة داخل مجتمعها وإنما هي حالة تعم المجتمع ككل“، ورأى ان “المقاومة أصبحت روحيتها منتشرة وعامة في هذا المجتمع الذي يمتلك الرؤية والبصيرة والمعرفة والإرادة ويدرك اللحظة السياسية ويعي مسؤوليته وماذا عليه أن يفعل؟ وأين وكيف يضحي؟ ويدرك دوره إلى جانب المقاومة أيضا”.

واشار قبيسي في حديث لموقع قناة المنار الالكتروني الى ان “رسائل عودة أهل الجنوب موجهة للصديق والعدو، مفادها أن هذه المقاومة مستمرة باستمرار وجود شعبنا وهذا المجتمع هو الذي ينتج المقاومة وينتج المقاتلين والقادة والدوافع والروح المعنوية”، ولفت الى ان “ما حصل من تجربة في لبنان هو درس وعبرة لكل حركات المقاومة انه مهما تعرضت للتصفية والعدوان ومحاولات الاجتثاث واستهداف وجودها، فإنها تستند إلى شعبها وأمتها ومجتمعها وبالتالي تستطيع أن تتخطى التحديات والصعوبات والاستهدافات مهما كانت”، وأكد ان “هذه تجربة ينبغي أن تصبح محل استفادة من الجميع لمواجهة الأخطار وتجاوز التحديات القائمة وعدم الوقوف عند المخاطر”.

عودة اهل الجنوبوقال قبيسي إن “المشروع الإسرائيلي والأمريكي في لبنان يستند إلى وجود فئات بعيدة عن الحالة الوطنية تعتز بانتمائها إلى الغرب وقربها من الكيان الصهيوني”، ورأى ان “هذه مشكلة تاريخية وعميقة ولكن هذه الفئات هي فئات محدودة”، واضاف “قد شاهدنا خلال الحرب خاصة عبر حالات النزوح، وهي تجربة مهمة وجديدة في تاريخ لبنان، حيث تم تجاوز الحواجز المذهبية والسياسية والحزبية والتعامل مع حالة النزوح واحتضان النازحين”، ولفت الى انه “تبين أن حالة المقاومة هي حالة محبوبة ومقبولة كما انها حالة مضحية حيث لم تحمل اللبنانيين أعباء خياراتها الأخلاقية في فلسطين، بل حملت بصدرها كل الجراح وكل التحديات والأثمان ودفعتها هي منفردة، ورأى الآخرون تفانيها في سبيل المستضعفين والمظلومين وفهموا بالتدريج خصوصيتها الأخلاقية”.

ورأى قبيسي ان “أهم ما يمكن أن يستفاد من هذه التجربة هو أن المقاومة يمكن أن تدفع تكاليف عظيمة، لكنها تستمر وتنجح وتتعافى وترمم وتضمد جراحها وتستمر في سيرها التكاملي والنضالي للتحرر من الاستكبار والاستعمار” وتابع “هذا يعني أن ما حصل من تضحيات في لبنان قد يكون أبلغ في توضيح قيمة المقاومة ومنهجها مقارنة بالانتصارات السابقة”، واعتبر ان “هذا يحتاج إلى تبصر ورؤية وفهم لما حصل بدقة”.

يبقى ان ما جرى خلال الأيام الماضية أكد انه لا يمكن فرض الاحتلال على شعبٍ طواق للحرية يرفض الذل والهوان، أيا كانت القوة المحتلة والجهات التي تدعمها، فتحرير الجنوب المنجز الكامل هو مسألة وقت فقط ولن يستطيع العدو الاسرائيلي تحقيق أية مكاسب او البقاء في أرضنا رغم المناورات التي ينفذها على الارض او في السياسة.

المصدر: موقع المنار

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق