نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
دول "الخماسية" تتحرّك بقوة... هل "سقط" اسم قائد الجيش؟!, اليوم الثلاثاء 7 يناير 2025 04:12 صباحاً
قبل أيام قليلة من جلسة انتخاب رئيس الجمهورية المقرّرة يوم الخميس المقبل، والتي قيل إنّها ستكون مفصليّة وحاسمة، وستفضي إلى إنجاز الاستحقاق الرئاسي أخيرًا، وبعد انتظار طال لأكثر من سنتين وشهرين، لا تزال "الضبابية" سيّدة الموقف، بغياب مؤشّرات لأيّ توافق أو تفاهم يسمح بالتفاؤل بتصاعد أيّ دخان أبيض، بل بعودة السجالات السياسية إلى "الذروة" كما حصل في اليومين الماضيين، بين "حزب الله" و"القوات اللبنانية".
لعلّ الأمر الوحيد الذي يوحي بـ"استنفار حقيقي" يسبق الجلسة، يتمثّل في الحراك الدبلوماسي "الخارجي" الذي يبدو أنّه تمّ "تفعيله" في الأيام القليلة السابقة للجلسة، مع تسجيل تحرك قوي لدول "الخماسية" المعنية بالاستحقاق، ولكن "بالمفرّق"، إن صحّ التعبير، في ضوء حراك سعودي قد يكون الأول من نوعه بعد قطيعة طويلة، بالتوازي مع حراك قطري لم يتوقف خلال الأشهر الماضية، وبالموازاة حراك أميركي يكتسب أهمية استثنائية.
فعلى الرغم من إرجاء وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان زيارة كانت متوقّعة له يوم السبت الماضي، وهو ما عزاه كثيرون لعدم رغبة المملكة في تفسير الزيارة على أنّها تشكّل تدخّلاً في الشأن الرئاسي، عبر تبنّي مرشّح رئاسي محدّد دون غيره، تصدّرت زيارة مساعده، يزيد بن محمد بن فرحان، اهتمام الأوساط السياسية، حيث أفيد بأنه عقد سلسلة لقاءات بعيدًا عن الأضواء مع مختلف الكتل السياسية، تمحورت بالمجمل حول الرئاسة.
وإلى "أبو فهد السعودي"، إن صحّ التعبير، حضر "أبو فهد القطري"، وهو "اللقب" المعتمد أيضًا للموفد الأمني القطري، جاسم آل ثاني، الذي يتردّد إلى لبنان بين الفينة والأخرى منذ أشهر، كما حضر أيضًا الموفد الأميركي آموس هوكستين، الذي يقال إنّ زيارته هذه المرّة ليست "أمنيّة محض"، ولو كان الأساس فيها متابعة موضوع وقف إطلاق النار، وإنما "سياسية" أيضًا، ربطًا بالاستحقاق الرئاسي، في ظلّ انطباع بات سائدًا لدى كثيرين، بأنّ الأمرين متّصلان.
وفي وقتٍ لم يعد خافيًا على أحد أن اسم قائد الجيش العماد جوزيف عون يتصدّر الحراك الدولي، وهو الذي لطالما كان الاسم غير المُعلن للعديد من القوى المعنيّة بالاستحقاق، بما في ذلك اللجنة "الخماسية"، تشير الكثير من المعطيات إلى أنّ الحراك الأخير لم يعبّد طريق الرجل نحو قصر بعبدا، بل لعلّه زاد "العقبات" في طريقه، فهل يمكن القول إنّ اسم قائد الجيش قد "سقط" في النتيجة، أم أنّ الحراك الداعم له سيواصل جهوده قبيل جلسة الخميس؟!.
يؤكد العارفون أنّ اسم قائد الجيش يشكّل "تقاطعًا" بين الدول المعنيّة بالشأن اللبناني، وهو ما تكرّس بشكل أو بآخر في اللقاءات التي عقدت خلف الكواليس في عطلة نهاية الأسبوع، وفق ما سرّبته أوساط العديد من الكتل النيابية، ولو أنّ هذه الدول تصرّ في خطابها العلنيّ على أنّ الكرة تبقى في ملعب اللبنانيين، المعنيّين وحدهم باختيار رئيس جمهوريتهم، وأنّ دورها يقتصر على "مساعدتهم" لأنّ المهمّ هو إنجاز المهمّة في جلسة الخميس، وعدم تأجيلها مجدّدًا.
فصحيح أنّ المملكة العربية السعودية على سبيل المثال، التي أبعدت نفسها عن الساحة اللبنانية منذ سنوات، تكتفي بالحديث عن "مواصفات"، وهي أرجأت زيارة وزير خارجيتها، تفاديًا لأيّ استنتاجات أو تفسيرات، إلا أنّ المطّلعين يؤكدون أنّ قائد الجيش شكّل "عنوان" اللقاءات التي عقدها الموفد السعودي، ولو جاءت تحت عنوان "استطلاعي"، بل إنّ هناك من يجزم بأنّ أيّ اسم آخر لم يُطرَح بصورة جدّية خلال هذه الاجتماعات، ولو من باب "رفع العتب".
وفي السياق نفسه، ليس سرًا أيضًا أنّ قائد الجيش يشكّل "المرشح المثاليّ" بالنسبة إلى الولايات المتحدة، التي يقول البعض إنّها تعتبر إنجاز الاستحقاق الرئاسي جزءًا من "ترتيبات" اتفاق وقف إطلاق النار، الذي يفترض أن ينهي الحرب الإسرائيلية على لبنان، وبالتالي فإنّ انتخاب الرجل يمكن أن يكون "مريحًا" لكلّ الأطراف، لبلورة صيغة مرحلة ما بعد انتهاء مهلة الستين يومًا، بما "يضمن" عدم العودة إلى الحرب مرّة أخرى، خلافًا للانطباع الذي ساد في الأيام الأخيرة.
ولعلّ الوسيط القطري وحده، يشذّ عن القاعدة، بوضعه خيارات أخرى على الطاولة منذ أشهر، وفق ما يقول العارفون، ولو أنّه كان من "المبادرين" لطرح اسم قائد الجيش، قبل أن يصطدم بـ"فيتو" بعض القوى السياسية الداخلية، ويستبدلها بأسماء أخرى، قد تكون حظوظها أكبر للجمع بين اللبنانيين، وعلى رأسها اسم المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري، وإن كان كثيرون يعتقدون أنّه لن يُبحَث بجدّية قبل "سقوط" اسم قائد الجيش.
وإذا كان ما فُهِم من "الاستنفار" المتجدّد حول الاستحقاق الرئاسي، عشيّة جلسة الخميس التي يفترض أن تكون "مفصليّة"، هو وجود التفاف دوليّ حول قائد الجيش بوصفه "رجل المرحلة" ربما، فإنّ "تبنّي" ترشيح الرجل خارجيًا لا يعني بالضرورة أنّ طريقه نحو بعبدا أصبحت "معبّدة" فعلاً بحسب ما يقول العارفون، بل إنّ هناك من يعتقد أنّه قد لا يمهّد سوى لـ"إخراجه" رسميًا من السباق في جلسة الخميس، في سيناريو لا يبدو مُستبعَدًا.
فحتى لو قال "حزب الله" على لسان رئيس وحدة الارتباط والتنسيق فيه وفيق صفا، إنّ "لا فيتو" على اسم قائد الجيش، بل "لا فيتو" لدى الحزب سوى على اسم رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، فإنّ ذلك لا يبدو كافيًا وفقًا لهؤلاء لتسهيل انتخاب الرجل فعليًا، علمًا أنّ رئيس مجلس النواب نبيه بري يتصدّر قائمة "المتصدّين" لهذا الخيار، إن صحّ التعبير، وهو ما يؤكد العارفون أنه يجري "بالتكافل والتضامن" مع الحزب، وليس بمنأى عنه.
وإلى موقف بري المعترض على قائد الجيش، عبر إصراره على حاجته إلى تعديل دستوري غير متاح في الوقت الحاضر، يبرز موقف القوى المسيحية أيضًا، وعلى رأسها "التيار الوطني الحر" الذي يشهر "الفيتو" في وجه عون، وبعكس "حزب الله" لا يبدي أيّ مرونة أو ليونة، أو حتى يترك أيّ هامش لسحبه تحت أي ظرف من الظروف، علمًا أن هناك من يجزم بأنّ رئيس "التيار" جبران باسيل، قد يقبل بأيّ رئيس، إن كان انتخابه سيعني الإطاحة بعون.
وقد لا يكون موقف القوى المسيحية الأخرى بنفس "حدّة" موقف "التيار"، لكنه قد لا يكون كافيًا أيضًا لتعبيد طريقه، فـ"القوات اللبنانية" على سبيل المثال، لا تبدي "الحماس" لانتخاب عون، وإن كانت تبلغ من يهمّه الأمر، أنّها لن تقف في طريقه، ولن تمانع الذهاب باتجاهه، إذا ما "ضمن" الحصول على 86 صوتًا، وهو ما يعزوه كثيرون إلى "رهانها" على استعصاء الأمر، في ضوء موقف "الثنائي الشيعي" و"التيار الوطني الحر" المعروف منه.
قد يكون من المبكر لأوانه القول إنّ ترشيح قائد الجيش قد "سقط"، فهو لا يزال يتصدّر الدعم الخارجي، المُعلَن منه والمُضمَر، كما أنّ مفاجآت كثيرة قد تحدث قبل جلسة الخميس، وتؤدي إلى ارتفاع أسهمه بصورة أو بأخرى. إلا أنّ أحد السيناريوهات المتداولة، تشير إلى أنّ جلسة الخميس، إن لم تؤدّ إلى انتخاب الرئيس، قد تفضي إلى "إحراق" اسمه، تمهيدًا للبحث بخيارات أخرى، تشكّل "تقاطعًا" بين الداخل والخارج، وهنا بيت القصيد!.
0 تعليق