نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
تهديدات "داعش" بين تكفير "الجولاني" ومقتل وزير اللاجئين الأفغاني, اليوم الأحد 15 ديسمبر 2024 07:17 مساءً
في إعلان مبكر للحرب على ما يُسمى "القائد العام للعمليات العسكرية، أحمد الشرع"، المعروف بـ"الجولاني" سابقًا، وإنذار عاجل باندلاع معارك دامية بين التنظيمات المسلحة في سوريا، دعا تنظيم "الدولة الإسلامية - داعش" الإرهابي إلى تصفية الجولاني وتابعيه من قيادات تحالف الفصائل الإرهابية. اعتبر التنظيم أن هؤلاء من "المجاهدين المدجنين المرتدين" ونسخة ثانية من "طالبان" أفغانستان، كما هدد باستمرار عملياته المسلحة على الأراضي السورية، بادعاء "الثأر من فلول نظام بشار الأسد والخونة والعملاء والمرتدين".
فتاوى التحريض على قتل الجولاني وتابعيه، أعلنها تنظيم "داعش" في افتتاحية العدد 473 من صحيفته الإلكترونية، الصادر بتاريخ الخميس، الثاني عشر من ديسمبر 2024. أعلن التنظيم موقفه من سيطرة ما يسمى "هيئة تحرير الشام" على مقاليد الحكم في سوريا، واصفًا إياهم بـ"المجاهدين المدجنين" والكيان البديل الذي "تم إنضاجه على نار هادئة". وزعم التنظيم أن "الهيئة" صنعت من مقرها في إدلب نسخة مصغرة لشكل سوريا المستقبل بقيادة الجولاني، الذي وصفه بأنه "مهووس بالسلطة والظهور".
وأضافت الصحيفة الناطقة بلسان التنظيم أن التصريحات "اليهودية الأمريكية والروسية والإيرانية" حول فتح قنوات اتصال مباشرة وغير مباشرة مع الفصائل المسلحة بعد تسلمها الحكم "لم تكن وليدة اللحظة الثورية"، بل كانت عملية إبدال مدروسة لنظام الأسد بنظام جديد يحارب الشرع بـ"الشرع"، على حد زعمهم. واستدل التنظيم على ذلك بأن "التحالف الدولي" شن غارات كثيفة على مواقع تنظيم "الدولة الإسلامية" في وسط سوريا قبيل تحرك الجولاني وتابعيه للاستيلاء على السلطة بأسابيع قليلة، ثم كررها تزامنًا مع سقوط نظام الأسد.
هدد التنظيم الإرهابي بتنفيذ هجمات دامية للثأر من فلول نظام الأسد، مدعيًا أن وصول تحالف الجولاني إلى مقاليد الحكم لا يحقق "شفاءً وثأرًا تامًا". كما توعد بأن يكون الانتقام على أيدي من وصفهم بـ"الأُسد الغِضاب"، مدعيًا أن التحرير في "مفهومه الشرعي ما يزال مفقودًا" وأن المشكلة "ما زالت قائمة بل ستتفاقم".
أطلقت عناصر "داعش" حملة عبر وسائل التواصل الاجتماعي وحساباتها على شبكات "الدارك ويب" تحرض على قتل الجولاني وتابعيه. تداول أعضاء التنظيم وكوادره منشورات تتضمن تكفيرًا لعناصر وقيادات ما يسمى "هيئة تحرير الشام"، واصفين قائدها العام بأنه "شخصية مغرورة بميول واضحة للظهور، يتلون حسب مصالحه". خلع بيعة "الدولة الإسلامية" وانضم إلى "القاعدة"، ثم "أصبح دمية يتلاعب بها الأمريكان وحلفاؤهم".
هددت عناصر التنظيم الإرهابي بالثأر من الجولاني، متهمةً إياه بقتل واعتقال المئات من "مجاهدي الدول الإسلامية" عندما كان يخوض حربًا دامية ضد حليفه وقائده القديم، أبوبكر البغدادي. زعمت عناصر موالية لتنظيم "داعش" وفصائل أخرى مسلحة أن الجولاني تخلص من كاتم أسراره وصندوق اتصالاته الأسود، القيادي العراقي البارز في "هيئة تحرير الشام" ميسّر علي الجبوري، الملقب بـ"أبي ماريا القحطاني".
اتهمت مزاعم الفصائل الجولاني بالتخطيط لقتل القحطاني للقضاء على أهم قيادي في هيئة تحرير الشام يمتلك علاقات مع أجهزة الاستخبارات الغربية. وبالفعل، لقي القحطاني مصرعه في تفجير انتحاري بمدينة سرمدا قبل نحو ثمانية أشهر من تنفيذ مخطط إسقاط نظام الأسد، ليصبح الجولاني منفردًا متفردًا في جسور الاتصال والتواصل، كما تزايدت الأصوات التي تهدد بالقصاص منه، متهمةً إياه بقتل واعتقال المئات من السوريين والعراقيين، سواء كانوا أعضاء في تنظيمات مسلحة أو مواطنين اتهمتهم "هيئة تحرير الشام" بارتكاب الكبائر والموبقات أو التآمر والخيانة.
زعم تنظيم "داعش" أن قياداته "أهل الحق" يعرفون الجولاني وما يدور في عقله قبل إسقاط الأسد.نقل التنظيم عن أحد شيوخه، ويدعى علي الأنباري، الذي حذر قبل وفاته من "حقيقة هذا المتلون ذو الوجهين". انتشرت دعوات "القصاص والثأر من الجولاني" بادعاء أنه "نكث البيعة وضل الطريق، واعتقل من ينادي بالخلافة، وتسامح مع الكفار بلا رادعٍ أو تقييد، وأصبح تابعًا لهم، باع الدين في صمت".
احتفل تنظيم "داعش" بنجاح أحد عناصره في اختراق التحصينات الأمنية لوزارة اللاجئين وقتل الوزير خليل الرحمن حقاني في قلب الوزارة يوم الأربعاء، الحادي عشر من ديسمبر 2024. وجهت عناصر التنظيم عدة رسائل مفتوحة إلى الجولاني، مهددين بأنه سوف يلقى مصير "حقاني" وآخرين من حركة "طالبان المدجنة"، التي وصفوها بأنها أداة في يد الأمريكان.
نشر التنظيم تفاصيل العملية الانتحارية في العدد ذاته من صحيفته الإلكترونية الذي تضمن افتتاحية تكفير الجولاني وتخوينه. وأعلن أن أحد عناصر "جنود الخلافة بولاية خراسان" تمكن من اجتياز عدة حواجز أمنية وهو يحمل سترة ناسفة، حتى وصل إلى داخل المبنى. انتظر الهدف حتى خرج برفقة عدد من معاونيه، ثم فجّر سترته الناسفة بينهم، ما أسفر عن مقتل الوزير وعدد من المسؤولين والإداريين والحراس المرافقين.
وختامًا، ماذا بعد تصاعد تهديدات تنظيم "داعش" وتكرار دعوات الثأر والقصاص من الجولاني وتابعيه؟.. هل سيبقى المشهد غامضًا بشأن مستقبل تحالف الفصائل الإرهابية المسلحة في سوريا؟ وهل ستواصل القوى الدولية دعم هذا التحالف رغم هشاشة التوافق داخله؟ أم تنتهي مهمة الجولاني وحياته بفعل فاعل، وتُدفن معه أخطر أسرار تمكين الإرهابيين من الوصول السريع إلى دمشق؟.. الإجابة عن هذه التساؤلات تظل رهنًا بتطورات الأحداث المُتسارعة، التي قد تكشف النقاب عن دور القوى الدولية في إعادة تشكيل مستقبل سوريا.
0 تعليق