كشف علماء فلك عن تفاصيل مذهلة حول الجسم السماوي "2024 PT5"، الذي رُصد بالقرب من الأرض العام الماضي، حيث تشير أدلة جديدة إلى أنه شظية انفصلت عن القمر قبل آلاف السنين. وبتحليل مساره وتكوينه المعدني، توصل الباحثون إلى أن هذا الكويكب الصغير، البالغ عرضه 10 أمتار، قد يكون نتاج اصطدام عنيف بسطح القمر، مما دفعه إلى مدار شبه متزامن مع الأرض حول الشمس.

أظهرت التحليلات الطيفية التي أجرتها مراصد في أريزونا وهاواي تشابهاً لافتاً بين تركيبته المعدنية وعينات الصخور القمرية التي جُمعت خلال بعثات أبولو، خاصةً في نسبة معادن السيليكات، والتي تختلف عن تلك الموجودة في الكويكبات العادية. وأكد تيدي كارينا، عالم الفلك في مرصد لويل، أن "هذه النتائج تشير بقوة إلى أصل قمري للجسم"، مما يجعله ثاني كويكب يُكتشف مُشتقاً من القمر بعد "كامو أوليوا" الذي رُصد عام 2016.

دفعت حركة الكويكب الثابتة نسبياً تحت تأثير الضغط الإشعاعي الشمسي العلماء إلى استبعاد كونه حطاماً فضائياً صنعه البشر، حيث أشار أوسكار فوينتس-مونيوز من ناسا إلى أن "كثافته العالية تتناقض مع خفة النفايات البشرية". كما أكدت نمذجة مداره تاريخ انفصاله المحتمل عن القمر قبل قرون، ليصبح شاهداَ على أحداث اصطدامات عنيفة شكلت سطح الجرم السماوي الأقرب إلينا.

يُعد هذا الاكتشاف نافذةً نادرة لفهم التصادمات القديمة التي شهدها القمر، والتي قد تمتد آثارها إلى تفسير تكوين الكويكبات القريبة من الأرض. ويرى الباحثون أن دراسة هذه "الشظايا القمرية" قد تُثري معرفتنا بتاريخ النظام الشمسي، وتكشف عن تفاصيل جديدة حول كيفية تأثير الاصطدامات الكبيرة على تطور الكواكب والأقمار، بما في ذلك كوكبنا نفسه.